في صفحات الزمن، يقف اليمن كأرشيف عتيق يحمل في طياته حكايات الماضي والحاضر .. الفرح والألم، الاغتراب والحنين. منذ تهدم سد مأرب، ذلك النبض الذي كان ولا يزال يوحد الأرض والماء، بدأت رحلة اليمنيين في الانتشار على ربوع المعمورة. تفرقت القبائل كأوراقٍ في مهب الريح، انتشروا في الجزيرة العربية، عبروا نحو الشام والعراق، ووصلت أصداؤهم إلى شمال أفريقيا وسواحل الهند. حملوا معهم اصالة الوطن، وزرعوا في المنافي بذور الهوية والتراث. كانوا كالشعراء، ينشدون للأرض البعيدة، ويحنّون إلى ظلال النخيل ورائحة البن. ومع تعاقب الأيام، لم تنطفئ جذوة معاناة الحروب والصراعات رسمت على جبين اليمن خطوطًا من الحزن، دَفعت بأبنائه مرةً أخرى نحو دروب الغربة. في العصر الحديث، تضاعفت الأوجاع، فاضطر الكثيرون للرحيل، بحثًا عن أمانٍ مفقود وعيش كريم . تجدهم في كل زاويةٍ من العالم، يبنون ويساهمون، لكن قلوبهم ما زالت معلقةً بسماء الوطن. ومن رحم المعاناة، وُلِدَ الاتحاد العالمي للمهاجرين اليمنيين. جاء كصرخةٍ في وجه الظلام، وكجسرٍ يمتد بين القلوب والحدود. يهدف إلى جمع الشمل وتخفيف الآلام، ودعم المهاجرين في مواجهة غربةٍ لا تنتهي. من هنا يظهر الاتحاد كشعلةٌ تُضيء طريق المهاجر اليمني ، وتُعيد له الامل المفقود في وجود كيان يدافع عن حقوقه. يا أبناء اليمن في المهجر، يا حَمَلةَ الحلم والذاكرة، لنجعل من هذا الاتحاد بداية قصيدةٍ جديدة، نكتب فيها مستقبلًا أفضل. لنجعل من معاناتنا جسورًا نحو الغد، ومن شتاتنا وحدةً تجمعنا. فالوطن ينادينا، والأمل يزهر في حقول قلوبنا، رغم كل الغيوم.
تعتبر خطابات الاتحاد جزءًا أساسيًا من رسالته في تعزيز حقوق المهاجرين وتوحيد جهودهم. يتم إعداد هذه الخطابات لتسليط الضوء على القضايا المهمة التي تواجه المهاجرين، وتقديم رؤى واضحة حول كيفية تعزيز الوعي والتفاهم بين المجتمعات.
أصدرت اللجنة التأسيسية مع الهيئة الإدارية ورئيس مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي للمهاجرين اليمنيين (قيد التأسيس) قرارًا بتجميد عضوية أحد أعضائه، وهو الرئيس التنفيذي للاتحاد، نتيجة تقديمه نظامًا مزورًا للسلطات الفرنسية، مما أدى إلى استخراج ترخيص بصورة غير قانونية، وهي جريمة يعاقب عليها الاتحاد. بناءً على ذلك، اجتمعت اللجنة التأسيسية مع الهيئة الإدارية ورئيس مجلس الأمناء، واتخذوا قرارًا بعزل العضو المذكور. وأكد مجلس الأمناء والهيئة الإدارية في بيان صادر عنهم بأن تأسيس الاتحاد جاء نتيجة المعاناة التي يواجهها المهاجرون اليمنيون في دول المهجر، بالإضافة إلى الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، وحرص القائمين على الاتحاد على إنقاذ ولملمة شمل اليمنيين في الخارج بعيدًا عن الانجراف وراء أي تيار سياسي أو جماعة. من منطلق مبادئ الاتحاد وأهدافه، وللحد من تعميق الصراعات الداخلية، اتخذ مجلس الأمناء والهيئة الإدارية، برئاسة علي الصباحي، قرارًا بتجميد عضوية وعزل الرئيس التنفيذي للمجلس. وأشار مجلس الأمناء إلى أن هذا القرار يأتي في إطار التزامهم بالشفافية والمساءلة، حيث يتم التعامل بجدية مع أي انتهاكات لمبادئهم وقيمهم وأهدافهم، مع العمل لضمان أن يبقى الاتحاد مكانًا آمنًا وموثوقًا يلبي الحد الأدنى من طموحات المهاجرين اليمنيين في الخارج. كما نوه الصباحي إلى أن وضع العضو المجمد سيظل قيد المراجعة، وسيتم تقييم إمكانية استعادة العضوية في حال تراجعه عن الأخطاء التي خالف فيها أنظمة الاتحاد، بناءً على النتائج المستقبلية. في السياق ذاته، طالبت الهيئة الإدارية في الاتحاد العالمي رئيس اللجنة الرقابية بالقيام بدورها المنوط بها ومحاسبة من يسعى لعرقلة جهود الاتحاد. وأكد الصباحي أن الاتحاد مستمر في العمل على تعزيز حقوق المهاجرين ودعم قضاياهم، وسيظل صوت ملايين المهاجرين وصرحًا شامخًا يعبر عن متطلباتهم ويحافظ على حقوقهم.